السبت، 10 أبريل 2021

العلاقة بين الدال و المدلول

 العلاقة بين الدال و المدلول

العلاقة بين الاسم و المسمى

العلاقة بين الاسم و الشيء

هل العلاقة بين الدال و المدلول طبيعية أم اصطلاحية

المقدمة

مما لا شك فيه أن اللغة كخاصية انسانية تساعد الفرد على التكيف داخل محيطه، و التواصل مع غيره أين يستعين بجملة من الألفاض تدل على المعاني و الأشياء و نعني بالغة لغة مشتقة من الفعل لغى اي تكلم بكذا و اصطلاحا هي مجموعة الألفاظ و الرموز و الإشارات التي نستخدمها من اجل التعبير عن الفكر و التواصل و اذا كان هناك اتفاق حول تعريفها فإن هناك اختلافا حول علاتها بالمعاني و الأشياء فهناك من يرى ان اللفظ دال على معناه و معبر عنه في حين يعتقد اخرون أن اللفظ لايعبر عن معناه بصفة طبيعية ضرورية ما

 يدفعنا لطرح الأشكال الآتي:

هل العلاقة بين اللفظ و معناه اي الاسم و المسمى طبيعية ضرورية ام اصطلاحية؟

الموقف الاول العلاقة طبيعية

ان العلاقة بين الاسم و معناه ضرورية طبيعية فلا يمكن ان يكون الاسم دالا على غير الشيء الذي نقصده و نفهمه

لقد دعى الى هذا الطرح مجموعة من الفلاسفة على رأسهم أفلاطون،أرسطو و إيميل بنفست

أفلاطون يرى ان الاسماء لا يمكن ان تعبر عن غير معناها اذ يرى ما المشرع الاول و هو الإله هو من وضع في الانسان الاناء و علمه إياها فلم يكن هناك اتفاق بين البشر كما يدعي البعض اذا يقول “لانه يعرف -المشرع الاول- الطريقة التي يضع فيها الاسماء كي تتوافق مع طبيعة الأشياء " و قد كان ذلك في عالم المثل و لكن عن طريق المحاكاة و المشابهة بين عالم المثل و العالم الحسي تم التوصل الى اسماء مناسبة للأشياء نفس الموقف ذهب اليه أرسطو الذي يرى نز الاسماء هي محاكاة للأصوات الموجودة في الطبيعة  

يرى إيميل بنفست ان الاسماء جزء من طبيعة الأشياء ذاتها فلا يمكن ان نطلق صوتا على اسم ما الا اذا كان موافقا لجوهره فالمنطق يقتضي ذلك إ ذ يقول "احد مكونات العلامة هو الصوةرة الصوتية و يشكل الدال، أما المكون الآخر فهو المفهوم و يشكل المدلول، إ العلاقة بين الدال و المدلول ليست اعتباطية بل هي على العكس من ذلك ضرورية"

إن ما يثبت هذا الموقف ايضا هو تلك الاصوات التي نجدها في الكلمات كما هي في نقطقها فنقول زقزقة العصافير و خرير المياه  و مواء القطط و غيرها كما أن بعض الكلمات مستمدة من طبيعة الشيء فنقول مسدس لأنه سداسي الاضلاع و نقول مربع لانه متكون من اربعة اضلاع و نقول ايضا سيالة لانها تسيل الحبر و غيرها من الامثلة الواقعية

النقد:

إن الواقع يثبت أن العديد من الالفاظ لا علاقة لها بالأشياء فمن التناقض التسليم بذلك كوننا نجد للشيء الواحد مسميات عديدة و مختلفة كما أن اللفظ الواحد قد تتعدد دلالاته هذا ما يدفعنا إلى ضرورة التسليم برأي مخالف يتبنى العلاقة الاعتباطية

العلاقة اعتباطية:

يرى انصار هذا الاتجاه ان العلاقة بين الدال و المدلول ليست ضرورية و انما تعسفية تحكمية و هذا ما دافع عنه دوسوسير بدليل تعدد العلامات اللسانية للشيء الواحد و اختلافها باختلاف اللغات فعندما نقول حجر ليس بين هذه الاحرف و الشيء الذي تدل عليه اي علاقة ضرورية، و ما يدل على ذلك اكثر تعدد اللغات و اللهجات و أيضا تعدد الأشياء التي يدل عليها اللفظ الواحد، فافكارنا قد تكون واحدة و لكن طريقة التعبير تختلف من باختلاف اللغات  يقول دوسوسير"العلامة اللغوية تعسفية" 

نجد في الفلسفة اليونانية السوفسطائي هيرموجين يدافع عن العلاقة التكمية بقوله" لا شيء يستمد اسمه من الطبيعة و لكن من استعمال و عرف من الذين وضعو عادة استعماله" و معنى ذلك أن الافاظ ناتجة عن اتفاق بشري بين الافراد.

يذهب المفكر ارنست كاسيرر الى اعتبار الكلمات كيانات مستقلة لا تعبر عن اشياء مادية و انما عن معاني يقول في هذا"إن الأسماء الواردة في الكلام الانساني لم توضع لتشير الى اشياء مادية بل على كائنات مستقلة بذاتها" أما دولاكروا فيؤكد على الطابع الاصطلاحي للغة بقوله"اللغة هي جملة من الاصطلاحات تتبناها هيئة اجتماعية ما تنظم بواسطتها عمل التخاطب بين افرادها" يقول في موضع آخر"إن الجماعة هي التي تعطي الاشارة اللغوية دلالتها، و في هذه الدلالة يلتقي الأفراد"

النقد:

اذا كانت الافاظ كيان مستقل عن الاشياء فهذا لا يعني ان بعض العلامات و الافاظ لا تستمد دلالاتها و وجودها من الشياء ذاتها

التركيب:

إن العلاقة بين الدال و المدلول قد تكون طبيعية كما يمكن أن تكون اصطلاحية و لكن الغالب بين الموقفين أنها اصطلاحية تحكمية تعسفية أكثر منها طبيعية و هذا ما تثبته المعاجم اللغوية 

الخاتمة

نستنتج من خلال التحليل السابق أن مشكلة الدال و المدلول لاقت اهتماما كبيرا لدى اللغويين و الفلاسفة كما أنها لم تكن المشكلة اللغوية الوحيدة التي اهتموا لبها فهناك مسألة العلاقة بين اللغة و الفكر و كذا الوظائف التي تنطوي عليها اللغة.