السبت، 6 مايو 2017

الأخلاق

هل الأخلاق من حيث طبيعتها مطلقة أم نسبية؟
طرح المشكلة:


طرح المشكلة:
الإنسان كائن أخلاقي يعطي اعتبارات كبيرة لمعايير التي ينبغي أن يكون عليها السلوك الإنساني كونه إنسان يحمل جوهر العقل الذي يفرض عليه التصرف بحكمة و قد اختلف المفكرون حول مسألة الأسس و المبادئ التي ينبغي أن تنبني عليها القيم الأخلاقية أيجب أن تكون ثابتة مطلقة أم أنها ينبغي أن تكون متغيرة نسبية و منه نطرح الإشكال
هل القيم الأخلاقية من حيث مبادئها و أسسها و مصادرها مطلقة أم نسبية؟
العرض:
الموقف الأول:
إن القيم الأخلاقية من حيث مبدئها و مصدرها مطلقة فهي ثابتة و ليست متغيرة
و قد دعم هذا الاتجاه أساسين اثنين
أولهما الأساس الديني إذ أن كل الشرائع الدينية قد دعت إلى ضرورة التخلي بالقيم الأخلاقية السامية كالتسامح و الكرم و التعاون و غيرها
 و من بين هذه الشرائع الدين الاسلامي في القرآن الكريم و السنة النبوية
قال تعالى"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله"
قال صلى الله عليه و سلم"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
و قد دعى الى ذلك أيضا مجموعة من الفرق منها
فرقة المعتزلة التي ترى أن الدين جاء مخبرا عن ما في العقل من قيم أخلاقية
ابن حزم رأى ان الافعال لا تحمل في ذاتها صفة الخير و الشر فما أسماه الشرع خير فهو خير و ما أسماه الشرع شر فهو شر
الأشاعرة يرون أن العقل غير قادر على التفرفة بين الصالح و الطالح و أن الشرع وحده من يخبرنا عن طبيعة هذه الأفعال
إضافة إلى الاتجاه الديني هناك إتجاه آخر هو المذهب أو النزعة العقلية
فقد ذهب أفلاطون إلى اعتبار القيم الاخلاقية ثابتة كونها صادرة عن العقل و قد قسم الغضائل إلى ثلاثة أقسام تبعا لقوى النفس الثلاثة
فالقوة الشهوانية فضيلتها العفة
و القوة الغضبية فضيلتهتا الشجاعة
و القوة العاقلة فضيلتها الحكمة
و نجد أيضا ديكارت التي يرى أن العقل هو أحسن الأشياء توزعا بين الناس و أن كل فرد قد أوتي منه كفاية و من ثمة فهو مصدر القيمة الخلقية
كانط اعتبر أن الأخلاق لا يمكن إلا أن تكون عقلية و هي نابعة من فكرة الواجب من أجل الواجب لا من أجل الآثار المترتبة عنه و قد وضع ثلاث قواعد للقيمة الخلقية و هي
أولا: افعل كما لو كان على مسلمة فعلك أن ترتقي إلى قانون عام
ثانيا: افعل بحيث تخاطب الإنسانية في ذاتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق