الجمعة، 15 مايو 2015

هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الانسانية

هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الانسانية


  • طرح المشكلة:


لقد اهتم الانسان كثيرا بالعالم الخارجي و بظواهره المختلفة فحاول ايجاد المناهج لذلك و لكنه في وقت من الأوقات وجد أنه بحاجة أيضا إلى ذاته أي درتسة الانسان كإنسان من جوانبه المختلفة النفسية و الاجتماعية و التاريخية. و في محاولته هذه اضطر الى تجريب المنهج التجريبي كطريقة للدراسة و لكن جرى اختلاف بين المفكرين حول امكانية تطبيق هذا المنهج على العلوم الانسانية فمنهم من راى انه لا يمكن التطبيق في حين يرى آخرون عكس ذلك:
فهل المنهج التجريبي يصلح لأن يطبق على العلوم الانسانية؟


  • محاولة حل المشكلة:
  • الموقف الاول:

يدور منطق الأطروحة الاولى حول انه لا يمكن تطبيق المنهج التجربي على العلوم الانسانية اذ انها تشتمل على مجموعة من التعقيدات التي تحول بينها و بين ان يطيق المنهج التجريبي عليها
و من الحجج و الادلة التي اعتمد عليها هؤلاء أن هذه العلوم ترتبط بالانسان كدارس و مدروس في نفس الوقت فلايمكن للانسان ان يتصف بالحيادية في الدراسة الانسانية فتتدخل بذلك الميول و الاهواء و الرغبات كما ان هذه الظواهر تحدث في زمان و مكان معين لذلك لا يمكن تكرارها و من ثمة و لا يمكن ملاحظتها و لا اقامة التجربة عليها كما ان الظواهر الانسانية تتميز بالتعقيد و التغير اذ انها غير ثابتة فالتنبؤ فيها امر صعب ان لم يكن مستحيلا و من ثمة لا يمكننا بهذه الطريقة الوصول الى قوانين و صياغتها و تعميمها على باقي الظواهر المشابهة
اذن لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الانسانية

  • النقد:

ان العلوم الانسانية معقدة و بالتالي فطبيق المنهج التجريبي عليها امر صعب و لكنه في الوقت نفسه ليس مستحيلا اذ ان يمكن ان نجد الحل لذلك بمراعاة الخصوصية التي تتميز بها هذه العلوم.

  • الموقف الثاني:

يدور منطق الاطروحة الثانية حول انه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الانسانية
و من الحجج و الادلة التي دعم بها اصحاب هذا الاتجاه رايهم ماذهب اليه علماء النفس و الاجتماع و التاريخ كفرويد و دوركايم و ابن خلدون حيث ذهبو الى القول بان التجربة قابلة للتطبيق على الظواهر الانسانية لأنها جزء من الظواهر الطبيعية و من ثمة يمكن للدارس ان يتخلى عن الذاتية و يدرس الظاهرة بكل موضوعية فيستعمل الملاحظة الغير مباشرة و كذا التجربة فمثلا في علم التاريخ يؤلجأ الباحثون الى ملاحظة الآثار المادية الناتجة عن الفترة المراد دراستها او الحادثة المراد معرفتها ثم يقوم الباحث بإعادة تركيب الحادثة التاريخية من خلال ربطها بالاحداث التي كانت قبلها و التي اتت بعدا و بذلك يعيد  تركيب الحادثة التاريخية
و من ثمة نرى بانه يمكن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الانسانية

  • النقد:

ان العلوم الاسانية و مهما بلغت من الدقة فإنها لا تخلو مما هو ذاتي اذ يجا الباحث دائما الى ادخال لمسة خاصة به تظهر فيها ميولاته و اهواؤهو اتجاهاته

  • التركيب:

إن تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الانسانية امر ممكن و لكن ليس بنفس الطريقة او الكيفية التي يمكننا ان نطبقه بها على علوم المادة الجامدة او الحي فالباحث في علوم الانسان وجب ان يراقب ذاته مانعا اياها من الوقوع في الانزلاقات و الاخطاء التي قد تؤدي الى دراسة غير موضوعية.


  • الحل النهائي للمشكلة:


نستنج في الاخير ان تطبيق المنهج التجريبي على العلوم الانسانية قد حقق الكثير من النتائج و الذليل على ذلك التطور الحاصل في كل من علم النفس و الاجتماع و التاريخ و هذا ما ساعد الشعوب على التعرف على تاريخها و طبيعة المجتمعات و عوامل التطور و التأخر.


هناك تعليق واحد:

  1. نعم هناك بعض المقالات موسعة و اخرى لا
    يمكنك الاطلاع على البقية

    ردحذف