الخميس، 7 مايو 2015

هل يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الكائنات الحية؟

تطبيق المنهج التجربي على البيولوجيا

هل يمكن تطبيق المنهج التجربي على المادة الحية؟
مقالة البيولوجيا
طرح المشكلة
وجود الإنسان في هذا الكون مرتبط دائما بمحاولاته لإيجاد ابلقوانين التي تحكم الكزن و كذا معالجته لمختلف المشكلات التي تعيقه و تحول بينه و بين تحقيق تكيفه مع العالم الخارجي فابتكر لذلك مختلف المناهج و الطرق للدراسة و البحث و من بين المناهج التي اعتمدها في ذلك المنهج التجربي القائم على الملاحظة و الفرضية و التجربة. فقد قام فرنسيس بيكن بتطبيق هذا المنهج على علوم المادة الجامدة و قد حقق تطبيقه تطورا كبيرا. هذا ما دفع ببالبعض بالماناداة إلى محاولة تطبيقه على علوم المادة الحية و هي علوم تدرس الكائنات الحية كالانيان و الحيوان و النبات و هنا قد ظهرت المشكلة فمن الفلاسفة من رأى أنه لا يمكن تطبيق المنج التجربي على هذه الأخيرة و منهم من دافع عن أطروحة إمكانية التطبيق و من هنا يستعجلنا التسلؤل الآتي:
    هل يمكننا تطبيق المنج التجربي على علوم المادة الحية؟

محاولة حل المشكلة:
عرض منطق الأطروحة الأولى:
يدور منطق الأطروحة الأولى حول أنه لا يمكننا بأي حال من الأحوال تطبيق المنهج التجريبي على علوم المادة الحية إذ أنها تتميز بميزات خاصة تحول بينها و بين تطبيق هذا المنهج
و قد دعم هذا الاتجاه العديد من الفلاسفة ذلك لأن المادة الحية تتميز بموضوعها المنفرد المتميز عن المادة الجامدة إذ اننا لا يمكن أن نقسم و أن نفصل جزءا من أجزاء المادة الحية دون أن يؤثر ذلك على على الجزء المفصول أو على الكائن إذ يتحول العضو من نظام الذوات الحية إلى نظام الذوات الميتة و هذا ما ذهب إليه جورج كوفييه
و الميزة الثانية للمادة الحية هي صعوبة تصنيف الحوادث ففي المادة الجامدة يسهل علينا تصنيف المواد أما في المادة الحية يتعذر علينا ذلك نظرا للخصوصية الت يتتميز بها و كمثال على ذلك نجد الفيلسوف ليبنتز الذي برر هذا الطرح و هو يتجول بحديقة لزميله جمع الآلاىف من الأوراق المتساقطة محاولا غيجاد تطابق في الشكل بين هطذه الأوراق فلم يحصل و لو على زوجين متطتبقين منها.
أما الميزة الثاثلة فتتثل في عدم بصداقية التجريب إذ أن المجرب يحول الكائن من وسطه الطبيعي إلى وسط اصناعي هاذ ما يؤدي إلى تغير في سلوك هذا الكائن و من اللثمة فالنتائج تكون غير دقيقة، كما أن التجربة على الكائن الحي تدخل فيها عوامل أخرى مثل التخذير و التلوين و العزل. و إذا كان تكرار التجربة على المادة الجامدة يعطينا نتيجة واحدة فإن التكرار على المادة الحية لا يعطينا نفس النتائج.
هناك عزائق اخرى دينية واخلاقية ففي الهند مثلا نلاحظ عبادة البقر وتقديسها مما يمنع امكانية التجربة عليها
أما إذا نظرنا إلى تطبيق المنهج التجريبي من ذهنية الإنسان فنجد أيضا عوائق أخرى تتعلق بالعرف و العادات و التقاليد
النقد:
اننا لا ننكر وجود عوائق عديدة تحول بيننا و بين تطبيق المنهج التجربي على المادة الحية و لكن الأخذ بهذه العوائق إلى درجة استحالة تطبيق المنهج على المادة الحية أمر مبالغ فيه. اذ كيف يمكننا تفسير التقدم الذي تم تحقيقه في الطب.
عرض الأطروحة الثانية.
ان منطق الأطروحة الثانية يدور حل امكانية تطبيق التجربة على الكائن الحي اذ أنه بإمكاننا تجاوز العوائق
و قد دعم هذا الاتجاه مجمموعة من الفلاسفة منهم كلود برنارد في كتابه " مدخل لدراسة الطب التجريبي: الذي حاول أن يقارن فيه أن يقارن بين المادة الجامدة و الحية فوجد في المادة الحية ثلاثة أنواع من العناصر:
أولا العناصر البسيطة كميائيا 16 عنصر منها موجود في المادة الحية كما في المادة الجامدة و لكن من خلال تفاعل هذه العناصر 16 تنتج مختلف المواد الصلبة و السائلة و الغازية.
ثانيا العناصر المركبة غير العضوية كالأملاح و الفوسفور و العناصر المركبة العضوية كالشحم و الألبومين..
ثالثا العناصر التشريحية التي لا تكون الحياة إلا بها.
ان هذه العناصر الثلاثة على اختلاف انواعها ينتج من تفاعلها عمليات فزيائية كميائية مثلما يحدث في المادة الجامدة و بالتالي يمكن دراستها بطريقة تجريبية.
كما اثبت كلود امكانية تطبيق الفرضية على التجربة من خلا التجربة التي قام بها على الأرانب
و نجد من ناحية اخرى لويس باستور الذي اكتشف التطعيم و الذي جربه على النعاج و صدق هذا التجريب على الانسان
توصل العالمالفرنسي كلود برنارد الى اكتشاف علاج لمجموعة من الامراض من خلال ايجاد جملة من اللقاحات منها لقاح ضد مرض الجمرة الخبيثة، ولقاح ضد داء السعار كما انه اكتشف ان منشأ الجراثيم الهواء اذ انها لا تنشأ بطريقة عفوية، كما انه توصل الى عملية البسترة عن طريق اخضاع السوائل لدرجة حرارة جد عالية من اجل القضاء على البيكتيريا
و اذا ما تأملنا الوسائل التي اهتدى اليها الانسان نجدهت قد مكنته من تجاوز عدة عوائق كالمجهر الالكتروني الذي مكننا من ملاحظة اصغر الكائنات كالأنيبا، نجد أيضا الحاضنة الخاصة بالبيض التي سمحت لنا بتجاوز عائق الوسط الطبيعي، كما اخترعت بعض المحاليل التي تخافظ على حيوية العضو. إن اختراع الكمرا ساعدنا على تجاوز عائق الملاحظة و الزمن و ظهور ما سيمى بأجهزة التسجيل البياني ecg التي يمكننا بها معرفة طبيعة ضربات القلب
النقد:
ان تجاوز العوائق في المادة الحية لا يعني بالضرورة اهمال خصوصية و طبيعة المادة الحية فالبرغم من ذلك يبقى العجز قائما
التركيب:
ان التجريب على المادة الحية ليس مستحيلا كما انه ليس متاحا بنفس الطريقة كما في المادة الجامدة فالتطبيق على المادة الحية مشوب بنوع من الحذر و بمراعاة خصوصية هذه المادة.

الحل النهائي للمشكلة:
ان امكانية تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية يدفع بنا الى محاولة جره على باقي العلوم خاصة منها تلك التي تهتم بالإنسان كإنسان كعلم النفس التاريخ و علم الاجتماع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق