الأربعاء، 13 مايو 2015

طبيعة الذاكرة

طبيعة الذاكرة الاجتماعية

يقال أننا لا نستطيع التذكر إلا شريطة أن نعثر في أطر الذاكرة الجماعية على الحوادث الماضية التي تهمنا كيف يمكنك اثبات هذا الطرح؟

طرح المشكلة:

  • الانسان و علاقته بالعالم الخارجي هذه العلاقة تغرض عليه عدة مواقف
  • هذه المواقف تتطلب منه المعرفة و التفكير
  • و هذا لا يتأتى إلا بمجموعة من العوامل العقلية و الوظائف النفسية
  • و إذا كان الإنسان كائنا زمنيا يمتلك القدرة على معايشة الزمن بأبعاده الثلاثة الحاضر بإدراكه و المستقبل بتخيله و الماضي بذاكرته
  • الاشارة الى تعريف الذاكرة باعتبارها وظيفة نفسية تتمثل في استرجاع حالة شعورية ماضية مع معرفة الذات انها كذلك
  • و إذا كانت الممارسة العملية اليومية للإنسان في تفكيره تنطلق من جملة من العمليات العقلية و النفسية فهذا يعني أنها فردية من منطلق أن لكل فرد ذاكرته الخاصة
  • غير أن الإنسان لا يعيش لوحده و بمعزل عن العالم الخارجي كونه كائن اجتماعي يتحتم عليه بناء علاقات اجتماعية هذا ما يجعله يتأثربمحيطه الاجتماعي في جميع جوانبه الجسمية و الفكرية 
  • و يبدو من ذلك أن الذاكرة تابعة للمجتمع
  • فكيف يمكن الدفاع عن الطرح القائل أننا لا نستطيع أن نتذكر إلا شريطة أن نعثر في أطر الذاكرة الجماعية على مكان الحوادث الماضية التي تهمنا؟
محاولة حل المشكلة:

  • عرض منطق الأطروحة:
يدور منطق الأطروحة حول أن طبيعة الذاكرة جماعية إذ أنها لا تحدد إلا في اطار العلاقة الجدلية بينه و بين المجتمع
و من الحجج و البراهين التي تؤكد على ذلك
النزعة الوضعية التي دعت إلى إعادة النظر في الظواهر الانسانية بصفة عامة و النفسية بصفة خاصة جاعلة بذلك الحياة النفسية صورة عاكسة للحياة الاجتماعية مادامت الذاكرة عملية نفسية فهي أقرب ما تكون اجتماعية منها فردية و هذا ما أكده موريس هالفاكس إذ أن المدركات الاجتماعية تتحول بفعل تقادم الزمن إلى ذكريات ذات طابع اجتماعي 
إن نوعية الذكريات محكومة بنوعية المفاهيم و القيم و الأفكار و المعتقدات التي يحصلها الفرد تحت مختلف النظم الاجتماعية.
فإذا وجدت الأطر الاجتماعية وجدت الذكريات و إذا غابت الأطر الاجتماعية غابت الذكريات و اذا تغيرت الأطر الاجتماعية تغيرت الذكريات.
يرى ايمل دوركايم أن الذكريات في حقيقتها ما هي إلا مدركات سابقة و بالتالي فإن استرجاعها لا يتم خارج الأطر الاجتماعية كما أن الجماعة تتضمن تاريخ حياة أعضائها و من ثمة لا يمكن أن نفصل الذاكرة عن الجماعة.
اذن فالفرد يتذكر وفق المنظومة الثقافية و الاجتماعية للحياة التي ينتمي اليها.

  • عرض موقف الخصوم و نقده:
إن طبيعة الذاكرة فردية أي أنها تتعلق بالفرد معنى ذلك أن الذاكرة تخص الفرد و أحواله النفسية و المادية
العوامل النفسية(الاهتمام الرغبة الشعور و اللاشعور، الحاجة)
الاشارة بأن الذاكرة النفسية قيامها الشعور و اللاشعور
العوامل المادية (الدماغ)

  • النقد:
إن التفسير النفسي للذاكرة كان بعيدا عن الدراسة العلمية و أقرب منه إلى الدراسة الفلسفية فبرغسون نظر للذاكرة نظرة فيلسوف لا عالم، اذ رغم وجود هذه العوامل النفسية هذا لا يعني أن للذاكرة علاقة مع ذلك 
لقد أدرك ميرلوبونتي أن هناك فراغ و لا تجانس في نظرية برغسون.
اذ لو صح أن الدماغ و صحته مسؤول عن الذكريات فكيف نفسر أن هناك بعض الأفراد يتمتعون بالسلامة العضوية و لكنهم يعجزون عن تثبت أو حفظ أو استرجاع هذه الذكريات و هذا ما يدل على عدم وجود علاقة بين بين الذكريات و العوامل الفزيزلزجية للفرد فكيف يمكن قبول فكرة تخزين عنصر نفسي داخل آليات مادية؟
لو كان للذكريات علاقة بالدماغ كيف نفسر أنه على الرغم من وجود اصابات على مستوى الدماغ لا يؤدي هذا الى فقدان الذكريات و لكن تبقى راسخة و لهذا يمكن القول يجب استبعاد الطابع الفردي للذاكرة.

  • الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية جديدة:
إن الانتقادات الموجهة لموقف الخصوم تدفعنا للبحث عن حجج شخصية جديدة لاعادة الدفاع عن الأطروحة، إذ أن الفرد ليس حقيقة مستقلة عن المجتمع من هنا فذاكرته لها مدلول اجتماعي ناتج عن التفاعل المستمر.
إن الازمات الجتماعية تؤثر سلبا أو ايجابا على الذاكرة الفردية.
تصور انسان يعيش في جزيرة منعزلة عن المجتمع الأمر الذي يجعلنا أمام تساؤلات: هل تكون لهذا الفرد ذكريات خاصة و ان وجدت هل يستطيع حفظها و تثبيتها و من ثمة استجاعها؟

  • الحل النهائي للمشكلة:
التأكيد على مشروعية أن الذاكرة ذات طبيعة اجتماعية و هي أطروحة صحيحة يمكن الأخذ بها.

هناك 3 تعليقات:

  1. مقال رائع

    ردحذف
  2. ارجوكم من لديه تحليل نص ل الذاكرة والمجتمع صفحة 46 🙏

    ردحذف