الاثنين، 4 مايو 2015

نصوص باكالوريا

نص باكالوريا جوان 2013 شعبة آداب و فلسفة

    النص"...إن الإدراك يثير عدة أسئلة محيرة تجعل منه مشكلة. حين نقوم بعملية إدراك حسي فماذا ندرك؟ هل ندرك الأشياء و الآخرين بطريق مباشر غير الاستخدام الحواس، أم أن ما ندركه مباشرة ليست الأشياء و الآخرين و إنما ما سماه بعض الفلاسفة أفكارا أو صورا ذهنية أو انطباعات حسية؟ فإن أخذنا بالقول الاثن لزم أننا ندرك العالم من حولنا بطريق غير مباشر و بالستدلال. و لكن ذلك يعارض وجهة نظر الرجل العادي. و كأننا نرى و نلمس و نتذوق أفكارا و نتحدث إلى أفكار لا أشياء، بل تصبح الأفكار ستارا صلبا يحول بيننا و بين عالم الواقع من حولنا. و سوف يترتب على هذا الخلاف بين الفلاسفة على الموضوع الإدراك أن نتساءل عما إذا كان الإدراك يعطينا معرفة موضوعية كما هو مالوف للرجل العادي، ذلك لأن الأفكار تتعلق بالذات و تختلف باختلاف الذوات، بينما خين ندرك شيئا أمامنا نحكم باتفاقنا فيما ندرك، و ينشأ عن مشكلة الذاتية و الموضوعية في الإدراك الحسي مشكلة أخرى في أذهان بعض الفلاسفة و هي التمييز بين الظاهر و الحقيقة في موضوع هذا الإدراك، لأن من ينادي بأن الأفكار أو المعطيات هي الموضوع المباشر للإدراك يرى أننا ندرك من الأشياء ظواهرها فقط و تبقى حقائقها خفية علينا، بينما من ينادي بالإدراك المباشر للأشياء لا يعترف بذلك التمييز بين الظاهر و الحقيقة".

د/محمود زيدان نظرية المعرفة ص82

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق