الجمعة، 8 مايو 2015

الشعور و اللاشعور

الشعور و الااشعور

هل يمكن اعتبار الشعور الأساس الوحيد للحياة النفسية؟

طرح المشكلة:


  • الانطلاق من سيكولوجية الإنسان كأحد الموضيع التي اهتمت بها الفلسفة عامة و علم النفس خاصة.
  • معرفة الحياة النفسية و فهم حقيقتها و ماهيتها أثارت اختلافا في أوساط الفكر الفلسفي قديما و حديثا حيث اعتبر أصحاب المدرسة الكلاسيكية أن الحياة النفسية في مجملها حياة شعورية أي أنه الأداة التي التي تمكننا من معرفة نفسية الإنسان.
  • إلا أن تطور الانجازات في العلم الحديث أدى الى انفصال الفلسفة عن العلم و بالتالي توسع الدراسات النفسية مكتفين بذلك وجود جانب آخر من الحياة النفسية يتمثل في اللاشعور.
  •  و اذا كانت المدرسة الكلاسيكيةو الحديثة قد بحثتا في أساس الحياة النفية فإنهما اختلفتا في طبيعتها و منه نطرح التساؤل الآتي:
  • هل يشكل الشعور مجمل الحياة النفسية أم أن الحياة النفية أوسع من ذلك؟
محاولة حل المشكلة:


  • عرض منطق الأطروحة:
يعتبر الشعور هو الأساس و المنبع الوحيد لتفسير الحياة
 النفسية كونه معرفة مباشرة تمكننا من الاطلاع على ما يجري داخل هذه الحياة من خبرات و انفعالات دون تدخل وسائل، و هذا ما يؤكد أن الحياة النفسية في مجملها حياة شعورية. و هذا ما ذهب اليه علماء النفس خاصة أصحاب الطرح الكلاسيكي و الفيلسوف الفرنسي صاحب الاتجاه العقلاني ديكارت الذي رأى أن الحياة النفسية مساوية للحياة الشعورية و أنه لاتوجد حياة نفسية خارج الشعور انطلاقا من ثنائية الجسم و النفس.


  • النقد:
لو صح تكافؤ الشعور و الحياة و النفسية كيف نفسر وجود بعض السلوكات و الأفعال التي تصدر من الإنسان دون ان نجد تبرير لها و هذا مخالف لمبدا السببية الذي يقضي بأن لكل علة معلول هذا يدل على أن الحياة النفسية اوسع و أكبر

























 من أن تحصر في الشعور.


  • عرض منطق الأطروحة الثانية:
إن هذا العجر الذي يكتنف الحياة النفسية هو الذي قادنا إلى  التسليم بأن النفس ال تتسع فقط للشعور و إنما تظم اللاشعور و هو تلك العمليات و النشاطات المتمثلة في بعض الميول و الرغبات التي تؤثر على الفرد و توجهه دون أن يعي ذلك
إن التأسيس لمبدا اللاشعور مقترن بما ذهب إليه التحليل النفسي "سيغموند فرويد" اللذي أكد أن الحياة النفسية أسع بكثير من تحصر في الشعور و من ثمة فرويد لا ينفي الشعور و لكن لا يعطيه قيمة كبيرة كونه لا يشغل إلا حيزا صغيرا من الحياة النفسية وة الجزء الأكبر مختفي وراء اللاشعور و يمثل





 فرويد ذلك بقطة الجدليد العائمة فوق الماء و التي يظهر منها مايمثل نسبة 30 بالمئة و هو الشعور و أما السبعون بامئة الأخرى فهي تحت الماء و هي تمثل اللاشعور ذلك لأن اللاشعور يحتوي العديد من الدوافع و الأغراض و المكبوتات المتمثلة في مظاهر مختلفة و من التجارب التي قام بها تجربة على الفتاة المصابة بالهيستيريا و التي وجدها تعاني من اضرابات نفسية اساسها المكبوتات حيث عدم فرويد إلى التنويم المغنطيسي ثم إلى التحليل النفسي المباشر بطرح اسئلة مباشرة على المريض آخذا بعين الاعتبار المقاومة التي سوف يجدها من المريض و تتمثل مظاهر اللاشعور بصفة عامة في النسيان و فلتات القلم و زلات اللسان و النكت و أخطاء الادراك. و من النتائج المحققة في التحليل النفسي القدرة على فهم جزء كبير من الحياة النفسية و كذا الكشف عن العديد من الأمراض تاعقيلة و العصبية و البرط بينها و بين اللاشعور و تم معالجة العديد منها و لعل الذي يثبت التحيل 
النفسي و اللاشعور الانشار الكبير للعيادات النفسية.

  • النقد:
إذا كانت نظرية اللاشعور الفرويدية قائمة على أساس ما هو مكبوت و أن مدرسة الاتحليل النفسي قد أبانت فعالية اللاشعور في الحياة النفسية فإن هذا يبقى مجرد افتراض فلسفي قد يصلح لتفسير بعض السلوكات المتسمة بالغرابة و الت يكون فيها الاإنسان أشبه بالحيوان تسيره الغرائز و الميول و الرغبات. و هذا انتقاص من قيمة الانسان كونه كائن عاقل واع لما يجر يحوله و يحاول التكيف مع عالمه الخارجي بقدراته العقلية كما أنه كائن حامل للقيم و هذا ما أدى ربما بمخالفة بعض تلامذة فرويد له امثال أدلر، بونج، جون بول سارتر...

  • التركيب:
إن الحياة الحياة جوهر معقد تتداخل فيه الأمور الشعورية مع الانفعالات اللاشعورية أي أنها بنية مركبة بينهما.

  • الحل النهائي للمشكلة:
نستنتج في الأخير أن العلاقة اللمعقدة الموجودة داخل الحياة النفسية و الذات الانسانية تقتضي أن تتكامل جميع المناهج النفسية في البحث عن حقيقة الأسباب الاي تكون وراء قيام الإنسان بسلوكات أو امتناعه عن القيام بها و ذلك للتحك في توجهاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق