السبت، 20 يونيو 2020

الاحساس و الادراك

الاحساس و الادراك

المقالة

هل تتمثل عوامل الادراك في ماهو موضوعي او ما هو ذاتي؟

طرح المشكلة:

يعيش الإنسان أبعادا ثلاثة الماضي بذاكرته و المستقبل بخياله و الحاضر بشعوره و إدراكه  و اذا كان الإدراك هو مجموعة العوامل العقلية التي يمكننا من خلالها الفهم و التفسير و التأويل فإن هناك اختلافا حول العوامل المتحكمة فيه فبين من يعتقد ان انه يرجع الى عوامل ذاتية و من يرى انه مستمد من عوامل و ظروف خارجية يستقيمان السؤال التالي
هل الإدراك يستند الى عوامل ذاتية داخلية ام عوامل موضوعية خارجية؟
الموقف الاول:
يرى أنصار الطرح الاول ان الإدراك يرجع الى عوامل ذاتية سواء كانت عقلية،نفسية او جسمية
اذ تتمثل العوامل العقلية في قوة الذكاء و الذاكرة و الخيال و كذا الرائدة و الانتباه فالتلاميذ في القسم يختلف فهمهم لمعادلة رياضية باختلاف درجات الذكاء عندهم كما ان حفظ قصيدة ما تحتاج الى ذاكرة قوية اما عن الخيال فنجد الفنان الأكثر ابداعا هو ذلك الشخص الذي يكون اكثر خيالا
و اذا ما عرجنا على العوامل النفسية فإننا نجد عامل الانتباه و الإرادة لهما دور كبير في ذلك فالمحب لعمل ما يسهل عليه ادراكه له اكثر من العمل الذي ينفر منه 
اضافة للدوافع النفسية نجد القدرات الجسمية تتحكم ايضا في العملية الادراكية فالبصر الجيد يعطينا صورا واضحة و السمع الجيد يعطينا أصواتا مفهومة و كذلك هو الحال مع باقي الحواس و لعل هذا ما دفع أرسطو للقول "من فقد حسا فقد علما" أي ان الفاقد  لحاسة ما فاقد المدركات المتعلقة بها
النقد:
ان العوامل الذاتية وحدها غير كافية للحصول على مدركات واضحة اذا ان موضوع الإدراك من ناحية اخرى له دور كبير في عملية الإدراك
الموقف الثاني:
على عكس رواد الموقف الاول نجد أنصار الطرح الثاني يؤكدون على اولوية العوامل الموضوعية في العملية الادراكية و عذا ما تبنته المدرسة الجشطالتية بزعامة كل من كوفكا و كوهلر و فيرتهيمر الذين آسسو لأطروحة الموضوع و إمكانية تاثيره في العملية الادراكية اذ على حسب اعتقادهم توحد مجموعة من القوانين يمكننا من خلالها فهم الموضوع بطريقة اوضح منها:
قانون الإغلاق: أي ان الأشياء الغير مغلقة نميل الى إغلاقها لتعطينا صورة مكتملة
قانون التشابه: يوجد في الأشكال و الصور العديد من التشابهات و التطابقات و إدراكنا للشيء من قبل يجعلنا ندركه مرك اخرى و بسرعة اكبر لاننا كونا صورة مسبقة عنه مت قبل
قانون التقارب: من الأشكال ماهو مكتمل الظهور و من من ظهوره جزئي بشكل نقاط دالة عليه و كلما كانت النقاط متقاربة كان الإدراك أفضل
قانون الشكل و الأرضية: 
ان الشكل و ااارضية ملما كانت الوانهما متباينة كلما كان الإدراك احسن فمشاهدتنا للنجوم في النهار و السماء زرقاء أصعب من مشاهدتنا لها في الليل حيث السواد
هذه القوانين و غيرها هي من ألهمت هؤلاء الرواد الى الاعتقاد بان الموضوع له من الأهمية بما كان في العملية الادراكية
النقد:
قد يكون الموضوع اساسا للإدراك و المعرفة و لكن الموضوع يحتاج الى ذات عارفة فيكون من الإجحاف بما كان تجاهل العوامل الذاتية الفردية في العملية الادراكية حيث يكون لكل فرد إدراكات الخاصة به
التركيب:
من خلال عذا العرض و ذاك يتضح لنا جليا ان الإدراك ذاتي من ناحية و موضوعي من ناحية اخرى فلقدرات الفرد و استعداداته دور كما ان لتناسق الموضوع دور في الإدراك
الخاتمة:
الإدراك ملكة من الملكات العقلية لا يتم الفهم الا بها و فهم الإدراك هو جزء من فهم ماهية الانسان و وجوده اضافة الى باقي العمليات كالذكاء و الذاكرة و الخيال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق