الثلاثاء، 3 سبتمبر 2024

الحقوق والواجبات

 الحقوق والواجبات

هل الحقوق تسبق الواجبات أم أن الواجبات تسبق الحقوق؟

المقدمه 

اهتم الفلاسفه بالعديد من المواضيع على اختلاف انواعها اذ تتعدد مجالات الفلسفه بين مجال الوجود ومجال المعرفه ومجال القيم والقيم ثلاثه انواع قيم منطقيه تحوي الصادقه والكاذب قيم جماليه نتحدث فيها عن الجميل والقبيحه وقيم اخلاقيه نتحدث فيها عن الخير والشر تعرف الاخلاق على انها جمله القيم والسلوكات التي ينبغي ان يكون عليها السلوك الانساني واذا كانت الاخلاق تاخذ بعين الاعتبار مسافة الحقوق والواجبات كجزء مهم ومجال اهم من مجالاتها

والذي تتحقق به العداله في المجتمعات وفي هذا المجال حدث اختلاف بين الفلاسفه في الكيفيه التي تتحقق بها العداله على ارض الواقع هل يقتضي ذلك تقدم الحقوق على الواجبات ام تقدم الواجبات على الحقوق وفي ظل هذا الجدل نطرح السؤال التالي 

هل العداله الحقيقيه تقوم على تقديم الحقوق على الواجبات عن تقديم الواجبات على الحقوق؟

محاوله حل المشكله 

عرض منطقه الاطروحه الاولى 

ان العداله الحقيقيه تقتضي ان نقدم فيها الحقوق على الواجبات فقبل ان يقوم الشخص باي واجب اتجاه الدوله واي اتجاه الاخر فعليه اولا ان يكتسب مجموعه من الحقوق تكفل له القيامه بواجباته 

من بين المفكرين الذين دافعوا عن احقيه تقديم الحقوق على الواجبات نجد 

فلاسفه القانون الطبيعي حيث ان الانسان يولد وهو مزود بمجموعه من الحقوق الطبيعيه التي منحتها له الطبيعه ولا يمكن باي حال من الاحوال ان نتخلى عن هذه الحقوق الطبيعيه كالحق في الحياه والحق في الحريه والحق في العيش 

فلاسفه العقد الاجتماعي وهو ايضا من ضمن الفلاسفه الذين دافعوا عن ضروره ان يكون للانسان جمله من الحقوق وهم الفلاسفه الذين قاموا بتدوين الحقوق الطبيعيه وجعلها حقوقا مدنيه ومشروعه في شكل قانون دوله من هؤلاء الفلاسفه نجد توماس هوبز وجون لوك

الاعلان العالمي لحقوق الانسان جاء هذا الاعلان ليعلن ان للانسان مجموعه من الحقوق الطبيعيه والمدنيه التي ينبغي ان نحافظ عليها وقد ورد هذا ضمن النصوص التي نصها الاعلان العالمي لحقوق الانسان 

الثورات التنويريه والمتمثله في الثوره الامريكيه سنه 1776 والثوره الفرنسيه سنه 1789 التي قام بها طلبه الجامعات من اجل المطالبه بجمله من الحقوق وضروره المساواه بين افراد الشعب الفرنسي والامريكي 

النقد 

لا يمكن ان ننكر ان الانسان بحاجه للحصول على جمله من الحقوق التي تحفظ له كرامته ولكن في مقابل ذلك فان المطالبه بالحقوق لوحدها دون اداء الواجبات والقيام بها انما هو تاسيس لقانون الغاب وتاسيس لعداله عرجاء 

عرض منطق الاطروحه الثانيه 

يرى انصار الاتجاه الثاني ان الواجبات ينبغي ان تتقدم الحقوق فقبل ان يحصل الفرد على حقه ينبغي ان يقوم بواجبه اتجاه الاخرين واتجاه الدوله وتتعدد الواجبات بتعدد المجالات فهناك واجبات في المجال السياسي وهناك واجبات في المجال الاجتماعي وهناك واجبات في المجال المدني 

من ضمن المفكرين الذين يدافعون عن حقوق الطبيعيه نجد انصار الاتجاه العقلي وخاصه افلاطون حيث يقول"العداله هي اداء الفرد لواجبه وامتلاكه لما يخصه"

فلاسفه الوضعيه المنطقيه من بينهم الذي يدافع عن الواجب حيث يقول"يجب ان نستبعد كلمه حق من اللغه السياسيه الصحيحه بقدر ما نستبعد كلمه السبب عن اللغه الفلسفيه الصحيحه"

يقول ايضا"ليس للانسان سوى حق القيام بواجبه"

يدافع الفيلسوف الفرنسي ايضا على اولويه القيام بالواجبات عوض اخذ الحقوق ويدافع هنا عن اداء الفرد لواجبه اتجاه 

المجتمع

النقد 

رغم صلابتي الحجج التي قدمها رواد الموقف الثاني في دفاعهم عن اولويه تقديمي الواجبات عن الحقوق الا ان التاسيس للواجبات في العداله انما هو تاسيس لعداله ظالمه حيث نطالب الاخرين باداء واجباتهم دون القيام بمجموعه من الحقوق

التركيب 

بين هذين الموقفين المتعارضين والمتناقضين يمكننا القول ان العلاقه بين الحقوق والواجبات هي علاقه طرديه حيث ينبغي ان يكون هناك توازن بينهما فالعداله الحقيقيه تقوم على حقوق زائد واجبات يحكمها القانون 

خاتمه 

نستنتج في الاخير من خلال التحليل ان الحقوق والواجبات من ضمن الواضيع التي اخذت حيزا كبيرا في الدراسه خاصه في مجال العداله الاجتماعيه التي حاول فيها الفلاسفه ان يجدوا حلا لك

ك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفلسفة

 الفلسفة ما هي الفلسفة؟ انها بحث عقلي منطقي تاملي في الوجود وما وراء الوجود لا تؤمن الفلسفه بمطلقيه المعرفه ومطلقيه الاخلاق فكل موضوع في الف...